يزداد كل يوم عدد المصابين بالسمنة المفرطة وذلك لعدة أسباب من أهمها هو كثرة تناول الطعام بشكل مبالغ فيه وإنتشار الكثير من العادات الخاطئة التي تتعلق بتناول الطعام وأوقات تناول الطعام. كما تتسبب أيضاً بعض الأمراض أو العوامل الوراثية في إصابة الشخص بالسمنة المفرطة.
ونظراً لتفاقم مشكلة السمنة وإنتشارها على مدى واسع والمضاعفات العنيفة التي تأتي ملاصقة لها. كانت الحاجة إلي اكتشاف طرق وأساليب جديدة تصلح للقضاء على مشكلة السمنة المفرطة بدلاً من تلك الحلول المعروفة بمحدودية نتائجها كإتباع الحميات الغذائية القاسية والتي يمتنع فيها مريض السمنة عن تناول الكثير من أنواع الأكل المختلفة. تعتمد هذه الطريقة على تقليل كميات الأكل والإمتناع عن الأطعمة المحببة والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات. لكن تكون نتائج هذه الطريقة ضعيفة وغير مرضية لمريض السمنة حيث أن أغلب مرضى السمنة يعانون من صعوبة تناول كميات قليلة من الطعام خاصة أن حجم المعدة لديهم يستوعب كميات كبيرة من الطعام. هنا يتم اللجوء إلي الحلول الجديدة و المتطورة للقضاء على السمنة المفرطة مثل جراحات السمنة..
جراحات السمنة المختلفة:
التقدم العلمي والتكنولوجي ساعد في ظهور حلول متنوعة قوية لحل مشكلة السمنة المفرطة. حيث توصل الأطباء إلي عمليات جراحية يتم فيها تصغير حجم المعدة أو تقليل إمتصاص الجسم للعناصر الغذائية مما يضمن تناول كميات قليلة من الطعام. تعرف هذه العمليات بإسم عمليات السمنة وهي تنقسم إلي نوعين أساسيين هما تكميم المعدة وتحويل المسار.
لم يكن ظهور عمليات السمنة سوى البداية فقط حيث تنوعت عمليات التكميم بشكل كبير وأصبح لعملية تكميم المعدة اكثر من طريقة لإجرائها. ولكن تشترك كل عمليات التكميم في نفس النتيجة حيث أنها تعتبر العملية التي إستطاعت أن تقضي على السمنة المفرطة ومضاعفاتها في فترة وجيزة. وفيما يلي سوف نذكر بعض من مشتقات عملية التكميم.
التكميم المعياري .. ما هو؟
هو من أحدث عمليات التكميم والتي يتم فيها إتباع نظام محدد في عملية إستئصال المعدة وذلك للخروج من العملية بأفضل النتائج. يتم في عملية تكميم المعدة إستئصال ما يزيد عن 80% من حجم المعدة، ثم يتم تدبيس الجرح وإستخراج جزء المعدة المستأصل خارج الجسم. وينتج عن إستئصال المعدة صغر حجم المعدة الذي سيستقبل الطعام وبالتالي تقل قدرة الشخص على تناول الطعام بكميات كبيرة حيث أن المعدة لن تستوعب إلا كمية صغيرة من الطعام.
كما يتم قص أجزاء المعدة التي تقوم بإفراز هرمون الجوع والجز القابل للتمدد مرة أخرى. وعادة تكون نتائج تكميم المعدة مذهلة ويصعب تصديقها حيث تساعد مريض السمنة على التخلص من وزنه الزائد في فترات قصيرة. وعلى سبيل المثال يمكن للشخص أن يفقد ما يزيد عن 40 كيلوجراماً في أقل من ستة أشهر. لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون النتائج غير مرضية وذلك لأنه قد يقوم الطبيب عن طريق الخطأ بقص المعدة أكثر من اللازم أو أقل من اللازم وفي الحالتين تظهر بعض المشكلات.
ففي حالة إذا قام الطبيب بقص المعدة أكثر من اللازم بمعنى أنه إستئصل جزء أكبر من المفترض عليه أن يستأصله. سيؤدي ذلك إلي ضيق المعدة وسيعاني المريض من صعوبة في تناول الطعام ومغص وإرتجاع المرئ. أما إذا قام الطبيب بقص المعدة بشكل أقل من المفترض عليه أن يستأصل، فستكون النتيجة هي أن الشخص سيكون بإمكانه تناول الطعام بدرجة أكبر من المطلوبة مما سيعيق فقدان الوزن. لذلك ظهر ما يعرف بالتكميم المعياري والذي لا يترك أي مجالاً للخطأ حيث يتم فيه اللجوء إلي طريقة واضحة لتحديد الجزء الذي سيتم إستئصاله من المعدة تحديداً. وبناءً على ذلك يقوم الطبيب بقص المعدة و تدبيس الجرح.
كيف تتم عملية التكميم المعياري؟
عملية التكميم المعياري والتي يتميز بها الدكتور وائل شعلان تتم عن طريق إدخال أنبوب اسطواني ذو حجم معين داخل المعدة. ثم يقوم الطبيب بقص المعدة حول الأنبوب وبذلك نكون قد توصلنا إلي المعيار الثابت والدقيق لحجم المعدة الجديد. ولهذا الأنبوب مقاس محدد وثابت يتم من خلاله إجراء جراحة تكميم المعدة. هذا الأنبوب ثابت لكل مرضى السمنة بمختلف أحجامهم أو أوزانهم حتى وإذا كان الشخص يزيد عن وزنه الطبيعي ب 20 كيلوجراماً فقط لأن إستجابة الجسم واحدة.
ما هي المميزات التي ستحصل عليها بعد إجراء جراحة التكميم المعياري؟
- التكميم المعياري عملية تضمن لمريض السمنة فقدان الوزن بنجاح بدون إجهاد أو حرمان من تناول الطعام. ولكن أكثر ما يميز عملية التكميم المعياري هي أنها تسهل على الطبيب عملية متابعة المرضى ومعرفة إذا كان المريض يفقد وزنه الزايد بمعدل طبيعي أم لا. حيث أنه من خلال تثبيت حجم المعدة لكل المرضى أصبح بالإمكان معرفة المعدل الطبيعي لفقدان الوزن. وأيضاً من أهم النقاط التي تخص عملية التكميم المعياري هي ترك حوالي 4-6 سم من مخرج المعدة ثم قص المعدة من بعد تلك المسافة. حيث يساهم هذا الجزء على ضخ الطعام المهضوم خارج المعدة. وفي حالة قص هذا الجزء تقل قدرة المعدة على إفراغ الطعام مما يزيد من الضغط داخل المعدة وقد يتسبب في حدوث تسريب أو الشعور ألم.
- كما تضمن عملية التكميم المعياري القضاء على مشاكل إرتفاع ضغط الدم و تحسين الأداء الوظيفي للجسم. كما تحسن العملية من التنفس والحركة.
- تساعد عملية التكميم المعياري على تحسين الحالة النفسية وتعزيز الثقة بالنفس. كما تعمل عملية التكميم المعياري على خفض نسب الكوليسترول بالدم وهذا طبقاً إلي الأبحاث والدراسات التي أثبتت فعالية عملية التكميم في خفض نسب الكوليسترول الضار في الجسم بشكل كبير.
- فقدان الوزن يعني تخفيف الحمل على مفاصل الركبة وفقرات الظهر وبالتالي التخلص من التهاب المفاصل وصعوبة الحركة.
- تعتبر عمليات التكميم بشكل عام من العمليات الآمنة والتي يسهل إجرائها والشفاء منها بوقت قصير.
ما هي الحالات التي يتم فيها اللجوء إلي هذة العملية؟
قد يظن البعض أنه يتم اللجوء إلي عملية التكميم المعياري في حالة السمنة المفرطة فقط. ولكن هذا ليس صحيح حيث أنه يتم اللجوء إلي عمليات التكميم في حالات اخرى كثيرة مثل:
- في حالة الإصابة بالثقوب في جدار المعدة.
- الإصابة بالنزيف.
- في حالة الإصابة بسرطان المعدة أو قرحة المعدة.
لذا في حالة ظهور أي أعراض يجب التوجه إلي الطبيب للكشف ومعرفة سبب المشكلة وكيفية إجرائها.
نقاط فاصلة بعد عملية التكميم المعياري:
- إتباع ارشادات الطبيب هي من أهم عوامل نجاح العملية و فقدان الوزن.
- إتباع أسلوب حياه صحي و تناول الطعام المناسب و الابتعاد عن السكريات و المشروبات الغازية.
- الحرص على تناول المكملات الغذائية والفيتامينات.